شموع (4)
د. عبد الحكيم الأنيس
د. عبد الحكيم الأنيس
* أعظمُ صفةٍ بعد النبوة (الصدق)، ومِنْ هنا نفهم مجيء درجة الصديقين بعد الأنبياء : ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ﴾ [النساء: 69]...
فلنتجمَّلْ بالصدق، فهو أجملُ زينةٍ، وأغلى ثوبٍ، وأجلُّ خلقٍ.
*****
* أولُّ ما يَضرُّ الكاذبُ نفسَه مِنْ حيثُ يظنُّ أنه ينفعُها...
*****
* الوصولُ إلى درجة الصدِّيقين يكونُ بلزوم الصدق، وتحرِّي الصدق في كل شيء : (ولا يزال الرجلُ يصدقُ، ويتحرّى الصدقَ، حتى يُكتبَ عند الله صديقًا).
*****
* لعلنا لا ننجو مِنْ أضاليل الإعلام، وأباطيل النت، وأحابيل الكاذبين، حتى نحكم أساليب القضاء : (البينة على المدعي، واليمين على من أنكر).
وإلا غرقنا وأغرقنا.
*****
* كثيرٌ ممّا نسمعهُ اليومَ حقيقٌ بقياسهِ على الإسرائيليات : لا نُصدِّق ولا نكذِّب...
*****
* عرفتُ في العراق علماء كبارًا، ومنهم عالمٌ جليلٌ متفننٌ، شديدُ الذكاء، عميقُ التفكير، عاش بحسرةِ بيتٍ يؤويه، وحُرِمَ العلمُ مِنْ تفرُّغهِ المطلوب.
فأين الأمةُ وتجارُها؟
*****
* ما أعمق قولَ الإمام الشافعي :
"لو كُلِّفتُ بصلة ما حفظتُ مسألة"!
*****
* يا تجارَ المسلمين :
ألا يمكنكم أنْ تهيؤوا لأهل العلم سكنًا مريحًا ينصرفون فيه لخدمة العلم والدين ولو على سبيل الإعارة المؤقتة مدة حياتهم فقط؟
*****
* أتعجزُ الأمةُ بحكامها وتجارها عن إقامة بناياتٍ تكون وقفًا لسكن أهل العلم، ليتفرغوا لخدمة العلم، مِنْ غير ذلِّ الإيجار، وتعنُّتِ المؤجرين!!
*****
* يا تجارَ الأمة :
أين أنتم؟
*****
* إذا أصبح التطبيبُ - بكلِّ فروعهِ- تجارةً، والتعليمُ - من الروضة إلى الدراسات العليا - تجارةً، فماذا بقيَ لنا؟
*****
* لو أُخِذَ رأيي لمنعتُ أن يكون في بلادِ المسلمين مدرسةٌ خاصةٌ...
*****
* في تاريخنا مفاخرُ من التعليم المجاني تبقى شارةَ اعتزازٍ على مدى الزمان...
وليت حاضرَنا يتصلُ بماضينا، ولا يسمحُ بهذه الفجوةِ المُرّةِ القاسيةِ المُخجلةِ..
*****
* كثيرٌ من المدارس الخاصة شركاتُ مالٍ، ومؤسساتُ أعمالٍ، قبل أن تكونَ محاضنَ رجال، ومعاملَ أبطالٍ، ومبنى أجيالٍ...
*****
* في كلِّ سنةٍ ترتفعُ رسومُ المدارس الخاصة، وتُفرضُ على الطلاب رسومُ تجديدِ الزي المدرسي، ورسمُ العيادة الصحية، وثمنُ الكتب.
هذا غير رسومِ الرحلاتِ المدرسية!
*****
* الصحةُ، والتعليمُ، والصناعةُ، والإعلامُ تتملَّصُ مِنْ يدِ الدولة... فماذا سيبقى لها؟