Quantcast
Channel: منتديات داماس - بوابة المنتدى جميلة فشكرا لمجهودكم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 45872

من أروع المواقف

$
0
0
لما أفضت الخلافة إلى بني العباس اختفت رجال من بني أمية وكان في جملة من اختفى إبراهيم بن سليمان بن عبدالملك ، ولم يزل متخفياً إلى أن أخذ داود أماناً من أبي العباس السفاح ، وكان إبراهيم رجلاً بليغاً أديبا حسن المحاضرة محظي عند أمير المؤمنين السفاح فقال له يوماً : لقد مكثت زماناً طويلاً مختفياً فحدثني بأعجب ما رأيت في اختفائك فإنها كانت أيام تكدير ؟
قال : يا أمير ا...لمؤمنين وهل ممتع أعجب من حديثي ، لقد كنت مختفياً في منزل أنظر إلى البطحاء فبينا أنا على ذلك إذ أنا بأعلام سود خرجت من الكوفة تريد البصرة فوق في ذهني أنها تطلبني فخرجت متنكراً ، والله ما أعرف اين أتوجه ولا إلى أين أذهب ؟ فأتيت الكوفة من غير طريق معروفة ، وأنا لا أعرف الرحبة ، ووقفت قريبا من الباب ، وإذا رجلٌ حسن الهيئة ، وهو راكبٌ فرساً ومعه جماعة من أصحابه وغلمانه فدخل الرحبة فرآني واقفاً مرتاباً ، قال لي : ألك حاجة ؟ قلت غريب خائف من القتل . قال ادخل ، فدخلت إلى حجرة داره وقال : هذه لك . وهيأ لي ماكنت أحتاج إليه من فرش وآنية ولباس وطعام ، فأقمت عنده مدة ، والله يا أمير المؤمنين ما سألني قط من أنا ولا ممن أخاف ، وكان إذ ذاك يركب في كل يوم ويعود متعوباً متأسفاً كأنه يطلب شيئاً لم يجده ، فقلت له يوماً : أراك تركب كل يومٍ وتأتي متعوباً متأسفاً كأنك تطلب شيئاً فاتك ؟ فقال : إن إبراهيم بن سليمان بن عبدالملك قتل أبي وبلغني أنه متخفي ، وأنا أطلبه لعلي أجده فآخذ ثأري منه بسيفي هذا . فتعجبت والله يا أمير المؤمنين من هربي وشؤم بختي الذي ساقني إلى منزل رجل يريد قتلي ، ويطلب ثأره مني ، فكرهت والله الحياة يا أمير المؤمنين واستعجلت الموت لما نالني من الشدة ، فسألت الرجل عن اسم أبيه وعن سبب قتله فعرفت الخبر ، وهو صحيح فقلت يا هذا قد وجب علي حقك أن أدلك على قاتل ابيك وأقرب لك الخطوة . قال: أتعلم اين هو ؟ قلت : نعم . قال أين أجده ؟ قلت : هو أنا خذ بثأر أبيك قال : أظنك مضّك الإختفاء وكرهت الحياة قلت : والله أنا قتلته يوم كذا وكذا بسبب كذا وكذا . فلما علم صدقي تغير لونه واضطرب كونه واحمرّت عيناه فطرق ساعة ثم رفع رأسه وقال : أما أبي فسيلقاك غداً يوم القيامة يحاكمك عند من لا تخفى عليه خافية ، وأما أنا فغير مختفر ذمتي ولا مضيع نزيلي ، ولكن اخرج عني فإني لا آمن من نفسي عليك بعد اليوم ، ثم وثب يا أمير المؤمنين إلى صندوق فأخرج صرة فيها خمسمائة دينار فقال : خذ هذه واستعن بها على خفائك ، فكرهت أخذها . وخرجت من عنده وهو أكرم رجل رأيته يا أمير المؤمنين .

Viewing all articles
Browse latest Browse all 45872

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>