Quantcast
Channel: منتديات داماس - بوابة المنتدى جميلة فشكرا لمجهودكم
Viewing all articles
Browse latest Browse all 45872

المحبة بين الرزق والتوفيق.

$
0
0

المحبة بين الرزق والتوفيق


هشام محمد سعيد قربان



إنما هي قلوبنا نحن العباد يقلِّبها ربُّنا الحكيم كيف يشاء، ويؤلِّف بينها كيف يشاء، والأرواح خَلْقٌ مِن خَلْقه وهي جنود مجنَّدة؛ ما تآلَفَ منها ائتلف ولو كان بينهما بُعد المشرقين، وما تناكَرَ منها اختلف ولو كانتا روحين في حنايا صدرٍ واحد.


وعجيب قول نبيِّنا المصطفى الأمين : "تآلَفَ" و"تَناكَرَ"، على صيغة المفاعلة، التي لا تستقيم إلا بطرفين؛ فلا يتشارك واحدٌ مع نفسه، وكذا التآلف والتناكُر لا يكونان إلا بين طرفين.


ولو نظرنا للصداقة من منظورِ الرزق، لأدرَكْنا أنها صنف من الأرزاق، وقد يُحرَم المرءُ الرزقَ بالذنب يصيبه.


والأمر فوق التآلف يتطلَّب جهدًا؛ فلا يُثمِر الشجر إذا غذاه صاحبه بالحبِّ ولم يسقِهِ بالرعاية والاحترام والتذلُّل، والغضِّ عن الزلات، وحسن الظنِّ، والبذل والسؤال.


فالألفة والمحبَّة رزقٌ يحفظه توفيق الله للعبد لفعل ما يحفظ المحبَّة، وقد يُفسِد العبد ما سيق له من الرزق بخذلان الله للعبد؛ لحكمةٍ أو ذنب أو ابتلاء.


غاية القول : إنَّ الله رازق المحبة، وموفِّق العبد لدرب الحفاظ عليها؛ فليسأل العبدُ ربَّه رزقه من المحبَّة وأهلها.


ولكن الله قد يحرم عبدَه رزقَه؛ ليبتليه، أو ليعوِّضه خيرًا عنها.


ولعلَّ هذا يفسِّر عُلُوَّ جائزةِ ومكانة المتحابِّين في الله؛ فالجائزة العليَّة لا تكون إلا للجهد العظيم والمجتهد المخلص.


اللهم اعفُ عنا، وارزقنا حبَّك، وحبَّ مَن يحبُّك، وحُبَّ العمل الذي يقرِّبنا لحبِّك.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 45872

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>